Wednesday, May 18, 2011

بـَـيــــــنَ مـَــــوتــَـــيـن

ألـــوذُ ببعـضِ الصمتِ والصمتُ قاتِـــلي

وتَغتــــالُني الكلمــــاتُ في عُقــرِ نــــازلي

فلولا جحــــودُ الخِـلِّ ما جدَّ مَصـــــرَعي

ولولا حــــنينُ القلبِ ما طـــابَ غائِــــلي

ولولا إبتــــلاءُ الهـــجـــرِ ما قــــالَ قائِـــــلٌ

بما ســـــاءَ في صـــبري وأخزى شـمائِلي

ولولا إختـــلاجُ الـــروحِ حُــــبَّاً بإلفــــــِها

لكـــــانَ وُشــــاةُ البـــوحِ أَولى مداخــــلي

فيا من بوجـــــهِ النــــاسِ عُـدتَ مُــغَــيَّــباً

أراكَ بوجـــهِ النــــاسِ ظُــــلــــماً لعـــــادِلِ

ســقى اللهُ أيَّــــامــــاً على الــوُّدِّ أُبرِمَـــــتْ

خُطــــانا وظَـــنُّ القــلــبِ لــستَ بزائِــــلِ

ســــــلامٌ لِتِـــلكَ الدارِ ليــــسَ لأهـــلِـــــها

وغَرسٌ لوعـــدِ البـحــــرِ يـــسقيهِ ساحِلي

فعهدي منَ الأحجــــارِ والبحـــرِ موعـداً

أراهُ عـــــن الأحيــــــاءِ أوفــــى المنـــــــازِلِ

تعلَّــــقـتُ في بَرَدى وتِـــلكَ جــــنــائِــــني

تعلَّــــقَ فيــــها العِـــــشقُ من حُـسنِ بابلي

مضيـــتَ وظــــلَّ الخلـــقُ حولي كأنَّـــهُم

رِمـــــاحٌ على ذِكــــراكَ ترمي عـــــواذِلي

فلا أنـــتَ أورَدْتَ خصــــومي مُرادَهُــــم

ولا مـــنكَ قدْ أطَّــــتْ نُجــــومٌ لكاحِـلي

ولا أنـــتَ أفرَغْــــتَ همـــومي من الصِّبا

ولا من همـــومِ العِشـــقِ أثقلتَ كاهِــلي

فكم بـــينَ ما تهــوى وأهــوى حكــــايةً

تَحـــــولُ لمـــــا تبــــغي وأبـــــغي بحــــــائِلِ

إذا ما ســــــقاكَ الدَّهـــرُ يومـــاً خــيـــــانةً

فَـــثـِقْ أنَّهُ بِهـــــواكَ لـــــيسَ بجــــــاهِـــــــلِ

فعليـــكَ قد أســـــرَفْتُ بالدمـــعِ إنَّـمـــــــا

يســــاقُ لغُــــسلِ المـــوتِ من جازَ وابلي

فها هيَ ذي عينــــــايَ تنعـــــاكَ جَهــــرَةً

ودفنُكَ في النِّسيانِ قد صــــارَ شـــــاغِـلي

ودَفــنُ بقـــــايــــا العِشـــقِ لا شَـــكَّ أنَّــــهُ

عـــزيـــزٌ، ولكــن هـــانَ عندي لِراحِـــــلِ

تُرى هــل عَــلَتْ بعدي ثنــايـــاكَ بــسمةٌ

أم نــــالَ منكَ الدهـــرُ شــــيئاً كنائِـــلـي!

أم أورَفَــتْ برمــــالِكَ الجــــرداءِ واحـــــةٌ

وقد غـابَ خلفَ الأُفقِ رَكبي وراجِلي!

فإنِّي نــــسيتُ العــــيشَ صفــواً خِـلافَكم

وعـــــاثـــتْ ليــــالي الهجـــرِ حــقَّاً بِباطلِ

تَزاحَـــمَ حــــولي الحُـــزنُ حتى كــــأنَّـني

أســـيرٌ وَدُونَ الأســــرِ شُـــلَّتْ مَفــــاصِلي

وأثــخَــنَ قــيدُ الغَـــدرِ جُرحـــــاً بِغُربَــتي

وأطفـــأَ بَردُ الـــروحِ أعـــتى مشـــاعِلــــي

أبِــيتُ ليــــالي الوجدِ في ذكرِ من مضى

أُســــائِلُ عــــنهُ القلــبَ والقلــبُ ســـائِلي

وأمسيتُ في العُـــشّــــاقِ ذِكرى صَبــــابَةٍ

تزورُ جَـــواري الحُـــسنِ طَــرَّاً معـــــاقِـلي


دمشق 31\8\2010

No comments: