لا تعذِليـــــهِ فــــــإنَّ فـــــــيهِ منـــــــــابِعٌ
للدمعِ لو نَطَقَتْ لأغـــــرَقَت المَــــدى
ودَعي بقـــايـــا العُمـــرِ تَمضي خِلسَةً
فالجُرحُ ينكـــؤهُ الحـنينُ إلى الصـــدى
ضــــاعَ الذي غـنَّى إليــــكِ حــــبيبَتي
وحروفُهُ لِيَدَيكِ قد ضــــاعتْ سُــدى
إيّــــاكِ والمَطَـــــرُ الرَّحيــــــمُ كَـــــغَيمَةٍ
لاحــتْ فمــا أغنَتْ ولا فَعَــلَ النَّـدى
فاستوقِفي زَيـــفَ الحَـــنينِ فقد مضى
زَمَـــنُ الوُجـــوهِ وفي هَـــواكِ تَــمَـــرَّدا
وتَسَـــلَّقي وَجَــــعَ الذُّهـــــولِ بِفَقـــدِهِ
ولِصَمـــتِهِ إيـــــدي سُــــؤالَكِ مَـــوقِدا
غَنِّي هُنـــــاكَ على حُطـــامِهِ وارقُصي
وتقاسَــــــميهِ على مـــــــوائِدِكِ فِــــــدا
لا ضَيـــرَ في مَـــــوجٍ تلاطَــمَ باكــــياً
فَوقَ الصُّخــــورِ وســـــادَ ثُــمَّ تَبَــــدَّدا
حَـــيَّاً سَــــتَدفِنُهُ الحُـرُوفُ بِخَصـــــرِكِ
وَلَــهُ على شَفَتَــــــيكِ تَـبني مَــــرقَــــدا
ها أنــتِ تُثرِيـــــنَ الدُّروبَ تنــــائِـــــياً
وزِحـــــامُ خُطـــــواتٍ بِهِـــنَّ تَـــنَهَّـــدا
وَتَراشُـقٌ مِنْ ذِكرَيــــــاتِ شِــــفاهِـكم
أودَتْ بِمَنْ أَلِــــفَ الشُّمـــوخَ مُمَـدَّدا
لا تَعــــذِلــــــيهِ فلـــــيسَ كُلُّ مُــــتَيَّــــمٍ
عبدٍ، ولا من حــــــازَ أصبحَ سَــــــيِّدا
رَبّـــى النُّجـــــومَ لــــكِ على أكتـــــافِهِ
لِتُعانِــــقي فــــــيهِ السَّمــــــــاءَ إذا بـــدا
وَلَــــكِ استَعـــــارَ من الحَنيــــــنِ ولائَهُ
ولِخَطـــوكِ مَـــــدَّ النَّـوارِسَ سَـــــرمَدا
ولَكِ سُطــــورُ العِـشـــقِ عِندَ مِــــدادِهِ
نادَتْ فأقبَـلَتِ القصـــــائِدُ سُــــــجَّــدا
حتّى إذا أمـــسى لِعِشــــقِكِ مَـــــوعِداً
أمسَيتِ للذِّكرى بِعِشــــــقِهِ مَـــــوعِدا
كَيفَ الذي قد كانَ يَغلي في الجَـوى
بِعُرُوقِـــكُم عِـــــــشقاً تُراهُ تَجــــــَمَّدا!
إنَّ العُيــــــونَ إذا خَــبَتْ بِبَـــريقِـــــــها
مـــــا نفَــعُهُ شَـــــوقٌ لَهُـــــنَّ تَلَبَّــــــدا!
دمشق 7\1\2011