عَلَّمَتني كيفَ أقرأ
ثمَّ عَلَّقَتِ الحروفَ على المشانقِ
وارتَدَتْ وجهَ كِتاب
عَلَّمَتني كيفَ أُمطِرُها إذا جَفَّتْ دُمُوعاً
وزَوَتْ في جَيبِها حينَ زَوَتْ كُلَّ السَّحاب
عَلَّمَتني أنَّ عِطري ليسَ حُرَّاَ
أنَّ صَوتي ليسَ حُرَّاً
أودَعَتني في زوايا ناظِرَيها
خلفَ قُضبانِ رُمُوشِها
وعلى جُدرانِ ذاكِرَتي كَطِفلٍ
رسمتْ لي ألفَ باب
..
عَلَّمَتني كيفَ أسرِقُ ساعةً من رَدمِ عُمري
كيفَ يَنطقُ كُلُّ شِعري في يَدَيها
عَلَّمَتني كيفَ أختَصِرُ الزَّمانَ
وأُزَخرِفُهُ كَطَوقٍ سافِرٍ في مِعصَمَيها
عَلَّمَتني كيفَ أٌلبِسُها سماري
وأُعَطِّرُها بعَرَقي
وأُجاهِرُ شَفَتيها
عَلَّمَتني كيفَ أختَلِقُ الدروبَ إلى هواها
ثُمَّ حينَ مَشيتُها ما عَلَّمَتني،
كيفَ لا أمشي إلَيها!
..
دمشق 15\12\2010
No comments:
Post a Comment