Sunday, February 27, 2011

أشــكــــــو الهوى


أشــكــــو لأوراقي الهـــــــوى فــــأُلامُ
هـــــلّا طَــوى من حَــلَّ فـــيهِ غَــرامُ!
أطوي؟ وقد أمـــسَيتُ فـــيهِ مُــسَهَّداً
وأصـبَحْتُ أطرُفُ والعِبـــادُ نِـــــيامُ؟
عـــــامٌ كأنَّ اللــــيلَ يُــمضي حُــــزنَهُ
فــوقي فَدونَكِ كمْ مَضَتْ أعــــوامُ!
أُســـقى الصبـابَةَ مُذْ عَرَفتُ عُيونَـــها
دَيــــماً كما تَسقي النَّجــيعَ سِـــهــامُ
فإذا غَفَـــتْ تغفــو النُجـــومُ بجَفـــنِها
وإذا صَـحَـتْ صَـحَّـتْ بِــهنَّ سِــقـامُ
وإذا رَمَـتْ قَــتَـلَتْ ودِيَّــةُ عِــشقِـــها
حُرُمــــــاً وإحـــــلالاً عَلَـــيَّ تُـــقـــــامُ
قلبي لهـــــا دارٌ وجَـــفــنِيَ مَــــخـدَعٌ
والدمــعُ مَـــنهــلُ والعُــروقُ مُـــقـــامُ
فلتَفتَــرِشْ رِمــشي إذا شـــاءَ الهـــوى
للرِمـــشِ في حَمــلِ الحـــبــيبِ لِـــزامُ
ولتمشي في صَدري ذَهــابـاً وجِــيـئَةً
خَــطَـواتُـــــها دونَ العِــظــامِ عِــظــامُ
ولتَلهـــو في حَــبلِ الوَريـــدِ تَأرجُـحاً
كم فـــيهِ قَـــبلُ تَأرجَــحَتْ أوهـــــامُ
ولتمتَـــلِكْ حَرفي فــــإنَّ قـــصـــائِدي
قد أنكَـــرَتــــهـا دونَــــهـــا الأقــــــلامُ
إن تَــبتَـــغي شِـــعري قرابِــــيـناً لهــــــا
ولَّـــــتْ قــرابِـيـــــناً لهـــــــا الأيــّــــــامُ
تِلكَ العُيـــونُ الســــاكِنـــاتُ قلوبَـــنا
فَتَكَتْ فَمِنِّي على القُلـــوبِ سَــــلامُ
والسِّـــحــرُ فيهِنَّ اســـتبـــاحَ دِمـــاءَنا
فــتـنصَّلَــتْ دونَ العُــهـــــودِ ذِمـــــامُ
فَلَهُـــنَّ مـــا حــــولَ المحـــاجِرِ أدمُــــعٌ
ولَهُنَّ مـــا حـــــولَ الفـــــؤادِ رُكـــامُ
ما كنتُ أعرِفُ أنَّ عِــــشقيَ قــاتِلي
والمـــوتُ في شَـــرعِ الحَبـيـبِ حَـــرامُ
ما هِمتُ لـــولا مُقلَتَيـــها ومَوطِـــني
بعضُ اغـــتـِـرابِ المـــرءِ فــيــهِ هَيــــامُ
إنَّ الهَيـــامَ وِســـامُ عِـــشقٍ في الهــوى
يـــا حـــبَّذا في الخـــافِقَـــــينِ وِســـــامُ
فشواهِدي صَببي وصَمتي وصُفرَتي
وبِــعِشـــقِنا شَــهِــدَتْ لنا الأجــســامُ
يا مَنْ سَــلَبتَ مِنَ العُـيــونِ مَــنامَــها
وسَــلَـــوتَ بالأحـــلامِ كــيفَ تَـنامُ!
مَلَكَــتْ بعَــينَـــيها جَــميعَ خــرائِطي
بغــــدادُ صــارَتْ مُلْكَـــها والشّـــــامُ
ونَــسِــيتُ إذْ نَـطَقَتْ لُغاتي ولَهجَتي
فَكأنَّـــمـــا سَــــرَقَ الكَــــلامَ كَــــلامُ
أمــــسَـــيتُ في بحرِ الأحِــبَّةِ غــارِقــــاً
وسَـــفينَتي في العـاشِــــقــينَ حُــطـــامُ
وعلى شـــواطـــئِ مُــقــلَتَيَّ قــــوارِبٌ
لخيـــالِــــهــا أفــــشى بِـــهنَّ زِحـــــامُ
إنِّي تَـــلَفَّــــعتُ الحــــنينَ بِبُـــعــدِهــــا
حـــتى جَـــثا مِـــنهـــا عَلَـــيَّ لِــــثــــامُ
ولَبِستُ صَـبريَ بينَ جِـلدي وبينَــها
وعلـــيهِ من شـــوقِ الوِصــالِ حِـــزامُ
عَطْشَى الجِـــراحُ وفي عُيُــونيَ لَــهفَةٌ
تَشكو الجَفـــافَ وفي يَدَيــكِ غَمامُ!
أفَهــلْ لنا في لـــيلِ شَــــعـركِ نَفـــحَـةٌ
تَــروي صَـــدانــا! فالعَـــبـيــرُ رِهــــامُ
لازِلــتُ في بــــابِ الأحبَّةِ مُــرغِــــماً
قَـــدَري فــهـل رَدَّ الكَـــريمَ كِـــرامُ!

دمشق 3/5/2010