Thursday, March 17, 2011

لأننــي عِـــــــــــراقي

أنا الذي

تعِبتُ من هويَّتي مدى الحياة

لأنَّهم قد كتبوا بظهرِها..

عراقي


..


أنا الذي يرفضُ حتى موطني

أنْ تسقُطَ الأحلامُ من عينيهِ في أحداقي


..


أنا الذي

شيَّعَني حبري لمثوى دفتري الأخير

وكفَّنتني بكلِّ صمتِ بياضِها أوراقي


..


أنا الذي

تُشعِلُني ذاكرتي لموطني

تاركةً لونَ رمادِ النخلِ يكتبُ شَيبَتي

ويقرأُ احتراقي

...

أنا الذي

أتعبني اشتياقي


..


أنا الذي

حينَ وُلِدتُ في رُبى بغداد

كأنَّني سبعينَ ألفَ مسلمٍ قتلت

كأنَّني بصرخةِ الولادةِ بجرميَ اعترفت

كأنَّني حينَ لَبِستُ قَدَري أجرمت

والله لولا أنَّهم قد قطعوا مَشيمَتي لعُدت

لكنتُ ما بدأت

لكنَّهم قد أجبروا طفولتي

ومنذُ ذاكَ اليومَ من حياتي

قد أسكتوا جوعي لأن أكونَ مِثلَهم برُخصةِ الحليب

وبخرقَةٍ بيضاءَ كالسلام

قد أحكَموا وَثاقي

لأنَّني عراقي


..


لأنَّني عراقي

صارَ التغرُّبُ مهجعي الأخير

والخوفُ أركانَ بقايا غُرفتي

والأمنياتُ لُقمَتي

أهلي هنا حقائبي

وغُصَّتي حبيبَتي

وأدمُعي رِفاقي


..


لأنني عراقي

شربتُ أنهاراً بلا دجلةَ وما ارتويت

وبينَ رائحةٍ مَضَتْ بدفاتري القديمة انزَوَيت

سألتُ آلافَ النُّجومِ عن سماءِ موطني

سألتُ عن حُقولهِ

وعن مواعيدِ الهلالِ فيهِ أو أفولهِ

سألتُ عن خطوطِ عرضِ الموتِ فوقَ موطني وطولهِ

يا وطناً فيهِ ابتدأتُ شهقةً منذُ السَّماء

ومنها حتى الآنَ ما انتهيت

يا وطناً كبَّلَني بحُبِّهِ

ورغمَ كُرهي صوتَ صلصَلةِ القيودِ

ماعدتُ ابغي دونهُ انعتاقي

لأنني عراقي

..

دمشق 19\6\2010

1 comment:

Anonymous said...

صبرا ياحيدر ،،صبرا ياعراق حتى يأتيك انعتاق فيعلن ميلاد جديد

الوعي الصامت