نعم أنا
من أشبعَ غُرورَ تلكَ الطِفلَةِ المُدلَّلَة
وأدفأَ البردَ الذي في صَدرِكِ
كَذِكرَياتِ أرمَلَة
واشتَبَهَتْ بِعِشقِهِ
حرارةُ الشَّمسِ وصوتُ القنبلة
وأودَعَ العُمرَ على بوَّابةِ المُنى
نعم أنا
...
نعم أنا
من أجبَرَ القصيدَ أن يطفو بعينيكِ إلى السَّماء
وأفرَغَ السُّجونَ في عَينَيهِ من براثنِ النِّساء
ودَثَّرَ نهارَهُ أُرجوحَةً لِلَهوِكِ
وشَدَّها بعروةِ المساء
وشابَ بإنتِظارِ أن يحصُدَ من شِفاهِكِ الجَنى
نعم أنا
...
نعم أنا
والشَّيبُ والتَاريخُ في صَدغيَّ واغترابةُ السِّنين
وجُرأتي على مُخاتَلاتِ العِشقِ والحَنين
وعُنجُهيّاتِ الرُّجولةِ حينَ نُمسي فارِغين
بَكَيتُكِ هناكَ حتى خِلْتُكِ هُنا
نعم أنا
...
نعم أنا
من أفرَطَ الرَّحيلَ في عينيكِ واستَقَلَّ الأُمنِيات
وحَرَّرَ الجُنونَ في شفاهِكِ من وعكَةِ الحَياة
وامتَدَّ في عُروقِكِ كالخَوفِ، كالرؤيا، كعُمرِ الطِّينِ في الفُرات
فأورَثَ الغَدرُ على قصائِدي الغِنى
نعم أنا
...
دمشق 22\12\2010
1 comment:
مشكور حيدر والله يوفقك .سلمى زيدان
Post a Comment