Sunday, July 24, 2011

عَــتــبٌ عَـــرَبي


لي عَتَبٌ طَويل

يمتَدُّ من بَغدادَ للجَليل

يُطلُّ من نَوافِذِ البُيوتِ كالمَساء

مُحَمَّلاً بِغُصَّةِ الأَطفالِ والنِّساء

وَيَرتَدي سَهلاً منَ الزَّيتونَ والنَّخيل

لي عَتَبٌ طَويل

يمتَدُّ من بَغدادَ للجَليل

..

لي عَتَبٌ يا أُمَّتي يجولُ بينَ التَّمرِ والحَبَق

يصحو على جرائِدِ النِّظام

يَنامُ في ضمائِرِ الأرَق

لي عَتَبٌ يَلُوعُ منذُ جيل

يستَصرِخُ الضَّميرَ في خَريطَةٍ تبلَّلَت بِنَفطِها

وغيرنا بِنَفطِها واللهِ ما أحتَرَق

يا أُمَّتي ..

تقاسَموا وجوهَنا .. ورَتَّقوا سمائَنا

ولم تَزَلْ وجوهَكم تَبكي وتَضحَكُ كيفما اتَّفَق

تبايَعوا ظهورَنا .. واستَورَثوا نِساءَنا

وما تَخَلَّيتُم عن العَرَق .. لذلكَ العَرَق

تَزاحَموا بِعِرضِنا .. واستَخلَفوا بِأرضِنا

وما أَهَلتُم فَوقَنا التُّرابَ

يا أُمَّةً حينَ رأت عَوراتَنا مَكشوفَةً

أغلَقَتِ الجُفُونَ رغمَ صحوةِ الحَدَق

يا أُمَّتي ..

قد أتخَمَتنا خَيبةُ الأقلامِ والوَرَق

واشتاقَ وجهُ الأرضِ للرِّجال

واشتاقَتِ السَّماءُ للصَّهيل

لي عَتَبٌ طَويل

يمتَدُّ من بغدادَ للجَليل

..

لي عَتَبٌ كَظَمْتُهُ عن إخوتي

لأنَّني أخشى على عباءةِ العرب

خبّأتُهُ كالصَّمتِ في خاصِرَتي

لأنَّني قد أستحي لو خُدِشَ العِقالُ
أن يظهَرَ تحتَ خيطِهِ شيءٌ منَ القَصَب
يا أٌمََتي

يا أُمَّةَ الأحرارِ كم بحثتُ فيكِ عن بقايا بأسِنا!

وكم وجدتُ كلَّ شيءٍ فيكِ إلّأ أنَّني

لم أجدِ الغَضَب

يا أُمَّةَ الثّوارِ كم نَفَضْتُ في طيّاتِ ثوبكِ

علَّني أحظى بقلبِ حمزةَ!

فما تساقطَ منهُ غيرَ غطرسة أبي لهب!

فأيُّ مجدٍ ألبسوكِ بعدَ مجدِ خالدٍ!

وأيُّ سيفٍ لم يعُدْ من بعدهِ عميل؟

لي عَتَبٌ طَويل

يَمتَدُّ من بغدادَ للجليل

دمشق 1\3\2011

No comments: