عَلِّميني كيفَ أخطو
فأنا لازلتُ أجهلُّ كلَّ شَيءٍ
بينَ أروِقَةِ الدُّروب
عَلِّميني الحُبَّ يوماً
فأنا رَجُلٌ تَرَبَّى ُمنذُ جيلٍ
بينَ أقدارِ الحُروب
عَلِّميني ما الشَّظايا
فعلى جَسَدي تتوهُ بلا مُسمَّى
منذُ فَجرِ الخَوفِ آلافُ النُّدوب
عَلِّميني كيفَ أنسى أَلَمَ
الجُرحِ بِعُمري
فعلى حُزنِي تَتوبُ الذكريات وجِراحُ
العُمْرِ أبَداً لا تَتوب
..
عَلِّميني فأنا لا زِلتُ
أجهَلُ في هَواكِ الأبجَديَّة
وارسُمي فوقَ شِفاهي
بِإصابِعِكِ الحُروفَ العَرَبيَّة
عَلِّميني كيفَ أستَعمِرُ
وَجهاً مِثلَ وَجهِكِ
كيفَ أستَعبِدُ شَعراً مِثلَ
شَعرِكِ
كيفَ أستَوطِنُ قَلباً مِثلَ
قَلبِكِ
فأنا لا زِلتُ مُنذُ الوَجدِ
مَجهولَ الهَويَّة
..
عَلِّميني كيفَ أعشَقُ فأنا لا
زِلتُ في العِشقِ صَغيرا
وعلى كُمِّ قَميصي لم تَزَلْ
أُمِّي تُطَرِّزُ لي طُيُورا
عَلِّميني كيفَ أكتُبُ فيكِ شِعراً
كيفَ أكبُرُ
كيفَ أسهَرُ
فأنا لازِلتُ مِثلَ الطِّفلِ
أغفو
كُلَّما لامَسَ وَجهي حينَ
يأتي الليلُ قُطناً أو حَريرا
..
عَلِّميني إنَّ في التَّعليمِ
تَهذيبٌ لِطَبعي
وأنا لازِلتُ كالطِّفلِ
المُدَلَّل
وازرَعي لي في هواكِ الحرِّ
جَذراً
فأنا لا زِلتُ كالعُصفورِ حينَ
يَمَلُّ عن مُتَشابِهِ الأغصانِ يَرحَل
دَوِّني أوَّلَ سَطرٍ قَبلَهُنَّ
مِنَ الحَكايا فَوقَ أوراقي
فَإنَّ تَزاحُمَ الأقلامِ فوقَ
الصَّفحَةِ البيضاءَ أجمَل
عَلِّميني كيفَ أقتَرِفُ
الخَطايا
كيفَ أَغرِسُ صَوتَكِ بَينَ
الحَنايا
عَلِّميني كيفَ أبكي في هواكِ
فأنا مِنديلُ عُرسٍ لم تَزَل
في الدَّمعِ أهدابي عَذارى
وامتِدادُ الجَفنِ مِنِّي في
الهَوى لم يَتَبَلَّل
..
عَلِّميني كيفَ أُسقِطُ عن
جَوازي ذكرياتي والطفولة
كيفَ أكتُبُ كُلَّ ما عَجزَتْ بهِ
في سِحرِ عَينَيكِ القصائدُ أن تَقولَه
عَلِّميني كيفَ أسمَعُ رغمَ آلافَ
الحواجزِ عَنكِ لحناً
أسكتَ البارودَ وقتَ الحربِ واختَزَلَ
البُطولة
عَلِّميني بعدُ أيَّتُها الجَميلة
عَلِّميني كيفَ أنتَظرُ الشروقَ
فلستُ أدري
يا تُرى الصَّبرُ على طلابِكِ المرحينَ
أكبر!
أم تُراهُ عليَّ صَبرُكِ!، أم تراهُ
عَليكِ صبري؟
عَلِّميني كيفَ دمعُ العينِ حينَ
نُحبُّ عكسَ مدامعَ الجفنَينِ يجري؟
عَلِّميني كيفَ تغزو نظرةٌ
واحدةٌ من بينِ عينيكِ بأشعاري قبيلة؟
عَلِّميني كيفَ قد تبدو السماءُ
اليَّ أقرب!
كُلَّما لامَسْتُ وجهَكِ؟
والأصابعُ في يدي تبدو كأحزاني
طويلة؟
عَلِّميني كيفَ أبكي كالرِّجال
فأنا ما كنتُ أعرفُ قبلَ عَينَيكِ
البُكاءَ مع الرّجولة
..
عَلِّميني يا صغيرة
عَلِّميني كيفَ لا ينجَرِفُ
الصبرُ بِشَوقي خَلفَ ظَهركِ حينَ تَنسَدِلُ السَّواقي
كيفَ لا أُدمِنُ حينَ بُكائكِ
سِحرَ المآقي
عَلِّميني حينَما ألقاكِ أنّي
أَتَكَلَّم
فأنا لا زِلتُ في كُلِّ لقاءٍ تُخرِسُ
صَوتي ثَناياكِ وتَجدُلُني الضَّفيرة
عَلِّميني كيفَ أختَرِعُ
الوفاء
عَلِّميني الإكتِفاء
أقنِعيني أنَّني مهما عَرِفتُ
منَ النِّساء
أنَّكِ الأولى بِعُمري
والأخيرة
..
دمشق 7\3\2011
No comments:
Post a Comment