Thursday, December 27, 2007

والله ما عاد الزمان كما مضى ذاك الزمان



.. واللهِ ما عادَ الزمانُ كما مضى
ذاكَ الزمان
ما عادَ بينَ جوانحي
قلبٌ مليءٌ بالحنان
ما عادَ يطفو القطرَ صبحاً
فوقَ غصن السنديان
ما عادَ يشدو الطائرُ البنيُ
لحنَ العنفوان
ما عدتُ أقرأ إسمكِ
في كلِ جدرانِ المنازل
.. ووريقاتِ الخمائل
والشوارعِ ... والمعامل
ولا في ظرفِ زمانٍ
أو أوانٍ أو مكان
ما عادَ يغمرني التصابي
حينَ أسمعُ صوتكم
أو تلوحُ براءةُ الأطفالِ في شفتي .. وأضعفُ كالجبان
ماذا تركتم خلفكم لي
غيرَ كونٍ شاحبٍ
.. يأبى التلونَ بالأماني
والتحدثَ باللسان
ماذا تركتم خلفكم لي
غيرَ دمعٍ جامدٍ
يأبى التفجرَ في المآقي
و التسترَ في الجفان
ماذا تركتم خلفكم لي
غيرَ بذرةِ أقحوان
تأبى التَّزهُّرَ
والتَّورُّدَ
والتَّخضُّرَ
والتَّنرجُس
حتى وتأبى أن تكونَ
من فصيلِ الأقحوان
!! هل يا ترى ... مات الربيع
!! وماتَ معهُ الأقحوان
!! واللهِ ما عادَ الزمانُ كما مضى
ذاكَ الزمان
من ماتَ فينا ؟ حينَ قررتِ الهوان
"وتقولُ لي "إنسى
وتدخلُ في الرهان
!! أنسى
!! وهل ينسى السجينُ الحرُ طعمَ الخيزران
!! أنسى
!! وهل تنسى بقايا النارَ رائحةُ الدخان
!! أنسى
!! وهل ينسى عبيدُ اللِه أوصافَ الجنان
أنا لا أقولُ كما تقولينَ
"لننسى" وأُدان
أنا أستقيمُ بهامتي
متحدياً كلَّ الظروف
متجاهلاً كلَ المخاطر
فوقَ أطرافِ الحتوف
متأملاً أن أملكَ الدنيا
بتبديلِ الحروف
أبقى أحبُ بكلِ ما أملكُ
من شغفِ العنان
.. واللِه ما عاَد الزمانُ كما مضى
ذاكَ الزمان
21/11/2006


4 comments:

Anonymous said...

كنت اقول دئما ان الرجال بلاوفاء ولا يلتزمون بحب امراة واحده, لكن بعد ان قراءت هذه القصيدة عرفت كم من النساء قاسيات بلارحمة لا تقدر دمعة الرجل الذي نزلت من اجلها,
لعل اصعب شيئ عند الرجل دمعته

شيرين الصغيرة

Haider alSoodanee alIraqi said...

ليس المهم دموع الرجل, بل المهم ما بكى لأجله أو عليه ذلك الرجل

شكرا شيرين الصغيرة على التعليق الصادق

Anonymous said...

انت تسال هل سيعود الزمان كما كان وانا اقول لك لن ولم يعود ابدا...تمضي الايام والسنين ولن يعود من الماضي شيئا بل وستبقى الذكريات المؤلمه...تلك الذكريات التي تجعلنا نعود الى الوراء ونعود الى تلك الايام التي نتمنى لو تعود لدقيقه واحده...فياليت الزمان يعود كما كان لما اصبحنا الان كما هو عليه الان...فياليت الزمان يعود كما كان ...كما كان..
العيون الدامعه

Anonymous said...

امممم في الحقيقة لا أدري من أين سأبدأ
تناغم عذب ينساب كالماء الرقراق
بكل أريحية و سلاسة وكأنها سنفونية من العهد القديم تروي لنا قصة هذا النائي الحزين

ولو أنك في هذا البيت :

يأبى التفجر في المآقي... أو التستر في الجفان


استبدلت ( أو ) بالواو لكان أكثر انسيابية

وإلا فالقصيدة من أروع ما يمكن وصفه فنا وحساً وذوقاً و معنى

لا أدري أي بيت أفضل
فكلما مررت ببيت قلت هذا أجمل

رغم المرارة لكنني أقول كلما ازدادت القصيدة ألماً كلما ازدادت جمالا

لا عدمنا هذا القلم.. سلمت يا حيدر

reem