Thursday, December 27, 2007

عصر الذئــاب

كُلّكنَّ ذئابُ غابٍ وحقولٍ كُلّكنَّ

ما تغيرتنَّ شبراً، أو تحليتنَّ صبراً

فإبتساماتٌ تخبئُ خلفها أنيابكنَّ

ووعودٌ واهماتٌ في سرايا قصوركنَّ

وكلامُ الحبِ منكنَّ سهامٌ وسيول

فالجبالُ تذوبُ فيها، وتسابقها الخيول

واللقاءُ بكنَّ يرسمُ كلَ ألوانِ الفصول

ودمانا تتشبّعُ خلسةً بسمومكنَّ

..

كم تمنيتُ بأن أبقى وحيداً

لا أبالي أينَ قطعانُ الذئاب

غيرَ أنَ الذئبَ أذكى كانَ منّي

فإحتواني كسطورٍ فـي كتاب

والكتابُ ليسَ يروي غيرَ ذكرى كذبكنَّ

..

كم حرامٌ أن تسيلَ دموعَ حبٍ صادقات

وأحاسـيسَ يتامى شوقها للأمهات

وشعورٌ مستفيضٌ مثلَ أمواج الفرات

ثمَّ أٌجزى عن حنيني ودموعي غدركنَّ

..

وسنينٍ من حنينٍ ودموعٍ وهيام

وإشتياقٍ لعناقٍ فيهِ دفءُ الإلتزام

ثم تأتي الذئبةُ البيضاءُ تنتعلُ شجوني

تغرسُ زيفَ مخالبها بدمعي وعيوني

فتمزقني طويلاً وتقول "سامحوني"

تلكَ ألطفُ ذئبةٍ بينَ القطيع

لستُ أدري كيفَ كنتُ آوي ذئباً

بينَ قلبي وضلوعي!!

يتمارضُ وأداوي

وإذا يبكي بكت منهُ الجفون

وأنهمت منها دموعي

كانَ مجروحاً فريّضتُ الجراح

وإنتهينا

أن يجرّحني ويمرحُ في ربوعي

لستُ أعجبُ إنهُ من جنسكنَّ

كلّكنَّ ذئابُ غابٍ وحقولٍ كلّكنَّ

دمشق 14/2/2007

2 comments:

khaldoun said...

عصر الذئاب...........هنا اقف على مفترق الطرق معك يا ايها السوداني متنطع بكلمات نزلت خنجراً على رقائق الدنيا...ولعل تجربتك مع النساء اشعلت فيك أوارها...وحطت بنيرانها على رؤوسهن... فلاتعجب...ولن اعجب فالزمن زمن العجائب فالحمل يمسي ذئباً ونحن الرجال نصبح بين أيديهن اطفالاً..

Anonymous said...

هذا هو الشاعر تكتبه قصائده مظهرةً بجلاء ما يعصف بمهجته ..

أخي خلدون لا تعجب قد يكون ما سطره السوداني بيساره تغير فالأحاسيس تغيرها السنون ويطويها المدى

هناا وجدت ضالتي .. كم كنت قاسياً ورحيما في آنٍ معا .. تكرارك لكلمة ( كلكن ) أظهرت مدى ألمك من تلك الذئاب
لن أقول إن كنت أتفق معك أم لا لكن المهم تبدو القصيدة رائعة

أظن أنك شعرت بالراحة حين انتهيت منها:) ..

تحياتي لك وللذئاب